هل ضيّع ميقاتي فرصة الفيول الإيراني؟

iran 405x215

 

المصدر: جريدة الديار

عندما تحدّثنا بمقال سابق عن الفيول الإيراني المقدَّم الى لبنان كهبة، شكّكنا في النيات اللبنانية الرسمية لجهة قبولها من عدمه، من منطلق الخلفية التي ترجمتها المماطلة في التعاطي مع الموضوع حتى بعد الإعلان عن الاتفاق على المبادىء العامة في المباحثات التمهيدية بين الجهة الإيرانية والجهة اللبنانية، وبعدما أصبح الموضوع على سكة المتابعة التنفيذية، والحديث عن الوصول الى نتيجة نهائية وأكثر من ذلك الإعلان عن بدء الحديث بالإجراءات والتفاصيل.

اليوم، وبعد قرابة الشهر ونصف على هذا الكلام، وبعد الواقع المزري للكهرباء، من الطبيعي أن نسأل أين أصبح الفيول الإيراني؟ بعد أن قال وزير الطاقة ان الهبة لا تخضع للعقوبات، وصلت الكمية التي طلبها لبنان الى ٦٠٠٠٠٠ طن، حصل على موافقة أولية إيرانية، لكن الحديث عن دراسة بعض التفاصيل الشكلية والجوهرية من قِبل طهران جاء بعد العراقيل التي وضعها مجدداً من الجانب اللبناني، وعدم الجدية في التعاطي والمماطلة المستمرة، حيث أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لا زال يتأكد من هذه المعلومة على ما يبدو، فقام بإستشارة مكتب محاماة دولي فيما يتعلق بالعقوبات وينتظر الجواب، هذا بالشكل أما في المضمون ينتظر الجواب الأميركي النهائي.

هذا السيناريو متوقع، رغم الإحراج الذي وقع فيه ميقاتي من العرض الإيراني أمام الرأي العام اللبناني، وردة فعل بعض القوى الداخلية عليه، عدا عن تفاقم أزمة الكهرباء في الآونة الأخيرة. وليُستَكمل السيناريو، هناك مؤشر جديد حول اتفاق جديد بين رئيس الحكومة والمصرف المركزي على سلفة ٢٠٠ مليون دولار “لشراء الفيول” تؤمَّن الكهرباء حوالي ٦ ساعات يومياً بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

اداء رسمي لبناني يدفع الى السؤال عن ردة الفعل الإيرانية، وكيف ستتعامل إذا بقيت المماطلة مستمرة التي لولاها لكانت سُلِّمَت أول دفعة من الفيول، لكن المماطلة تعني أن لبنان يريد الهبة ولكن بنفس الوقت يريد موافقة الأميركي، والإيراني يريد إعطاء الهبة ولكن لا يُعطي ماء وجهه، خاصة إذا أظهر لبنان علنياً الإذن الأميركي بالقبول، فهُنا وبهذه الحالة، الشكل هو الجوهر، بحيث الإعلان اللبناني يجب أن يتضمن قول “إن الهبة قُبِلت بعدما تم التأكد من أنها مُطابقة للمواصفات وحاجة لبنانية مع شكر لإيران”، الجمهورية الإسلامية التي تحترم العقوبات الدولية ولا تحترم العقوبات الأميركية، لن تكرِّس هذا الواقع الذي يُعطيها حق بأن تضع “فيتو” على ما تُقدِّمه ايران لبلد يَحسب للأميركي ألف حساب.

وعلى هذه القاعدة، على ما يبدو أنه بفضل المماطلة المستمرة سيذهب الإتفاق، لكن شئنا أم أبينا، تُعتبر الهبة الإيرانية فرصة للبنان، منطقياً ووطنياً وإنسانياً يجب قبولها، فهل ضيّع رئيس حكومة تصريف الأعمال هذه الفرصة؟ سؤال يُنتظر أن يُفرَج عن جوابه قريباً.

 

قد يعجبك ايضا