إجتماعات في صيدا لتنسيق الخطوات الإحترازية مخاوف فلسطينية من انتشار الـ”كوليرا” في المخيّمات

09876g

 

محمد دهشة – نداء الوطن

أرخى تفشّي وباء الكوليرا والتهاب الكبد الفيروسي في لبنان، وخاصة في الشمال بظلال من القلق على المواطنين، وقد انشغلوا في تتبّع عدد الإصابات المسجلة رسمياً من قبل وزارة الصحة وتلك المشكوك بها مع ارتفاعها باضطراد، والاطلاع على الإجراءات الواجب اتّخاذها للوقاية منه. وفيما يجمع اللبنانيون على اعتبار أن انتقال الكوليرا إلى لبنان جاء من سوريا نتيجة التفشي الكبير، إلّا أنهم يضيفون أسباباً أخرى من بينها ما يعود إلى البنى التحتية المهترئة، ومنها انقطاع الكهرباء والمياه وعدم صيانة شبكات المجاري ما يؤدي أحياناً الى تلوث مياه المنازل بمياه الصرف الصحي ويفتح الباب على احتمال ظهور فيروسات وأوبئة أخرى.

وأوضحت مصادر طبية لـ»نداء الوطن» أنه لم يسجل في صيدا ومنطقتها أي حالة إصابة حتى الآن، وذكرت أن بلدية صيدا ستنظم وخلية إدارة مخاطر الكوارث والأزمات في اتحاد بلديات صيدا الزهراني وبالتعاون مع تجمّع المؤسسات الأهلية واللجنة الصحية في «صيدا تواجه»، لقاء مع عضو لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عبد الرحمن البزري (الاختصاصي بالأمراض الجرثومية) لمناقشة سبل مواجهة الوباء والحدّ من انتشاره في حال تفشّيه.

البزري الذي أكد وجود إصابات مثبتة بالكوليرا، إلى جانب حالات مشتبه فيها ويتم تتبّعها، تفقّد برفقة مدير خلية الكوارث والأزمات في اتحاد بلديات صيدا- الزهراني المهندس مصطفى حجازي مركز معالجة الصرف الصحي في سينيق حيث كان في استقباله رئيس مصلحة الإدارة المركزية الدكتور حسين الغول والمهندس ديب متري مدير المشروع ورئيسة دائرة الصرف الصحي بمؤسسة شمال الليطاني منيرة حيدر، حيث تمّ شرح الصعوبات والمشاكل التي يُعانيها المركز وشبكة الصرف الصحي في المدينة وجوارها وآلية معالجتها.

واعتبر البزري أن الظروف التي أملت هذه الزيارة مرتبطة أولاً بوضع مدينة صيدا ومنطقتها التي تعاني مشكلة الصرف الصحي وتلوث مياه البحر، وعدم القدرة على تشغيل مركز المعالجة ومراكز الضخ بسبب فقدان القدرة على القيام بأعمال الصيانة واستبدال بعض القطع والآليات المنتهية الصلاحية، إضافة الى انقطاع التيار الكهربائي عن مركز المعالجة ومحطات الضخ، مؤكداً أن خطر دخول الأوبئة الى لبنان ومنها وباء الكوليرا الذي شهدناه في البقاع والشمال مرتبط بسلامة وفعالية البنية التحتية خصوصاً الصرف الصحي، والمياه الصالحة للإستخدام، والطاقة الكهربائية ومعالجة وجمع النفايات.

وأعلن أمين سر «تجمع المؤسسات الأهلية» في منطقة صيدا ماجد حمتو، استعداد التجمع للقيام بدوره المطلوب في حماية المجتمع من الأوبئة، ويركز على ثلاثة محاور: التوعية، وضع إمكانياته بالتصرف والمشاركة في أي خطة طوارئ في المدينة ووضع المراكز الصحية في الخدمة والتصرف.

مخاوف المخيّمات

لكن الخوف الأكبر يكمن في تسلّل الكوليرا إلى المخيّمات الفلسطينية وخاصة إلى المدارس التابعة لوكالة «الأونروا» حيث اكتظاظ الطلاب داخل الصفوف وشحّ المياه وغياب النظافة في دورات المياه (الحمامات) ما يستوجب وضع خطة استباقية لتفادي الشرب من الكأس المرّ. وقال أمين سرّ «اللجان الشعبية الفلسطينية» في مخيّمات لبنان المهندس عبد المنعم عوض لـ»نداء الوطن»: «حتى الآن لم تسجل أي إصابة بالكوليرا في المخيّمات الفلسطينية كافة في لبنان، ونأمل أن لا نسجل أي إصابة واللجان أعلنت الاستنفار الطبي عبر «اللجنة الصحية» المؤلفة من أطباء وممرّضين وتولّت زمام المبادرة، فعقدت اجتماعات وتواصلت مع جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» لوضع خطة استباقية لتفادي تفشّي هذا الوباء. ونركز حالياً على التوعية وخاصة في ما يتعلق بالنساء والأطفال وطلاب المدارس، وطلبنا من مدير التربية والتعليم في «الأونروا» ميرنا شما معالجة مشكلة شحّ المياه والاهتمام بنظافة دورات المياه».

في المقابل، طمأن رئيس قسم الصحة في «الأونروا» في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة عبر «نداء الوطن» إلى أن الأونروا وضعت خطة متكاملة بين مختلف الأقسام لحماية المخيمات من التفشي ومنها القيام بحملات توعية على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر فيديوات قصيرة عن المرض وأسبابه والوقاية منه، وتأكيد أن الكوليرا بكتيريا ويمكن معالجتها وأدويتها متوفرة، ودعوة أبناء المخيمات الى الوقاية وأهمها النظافة الشخصية وغسل اليدين قبل الأكل وبعده وبعد الدخول الى الحمام. وأوضح شناعة أن البرنامج الصحي يعمل على توفير المياه بكل المدارس والتأكد من عدم تلوّثها وزيادة عدد العاملين فيها للاهتمام بشكل منتظم بالنظافة وخاصة دورات المياه، والتبليغ عن أي حالة مرضية ونقلها الى العيادة لفحصها من قبل الطبيب المختص، فيما قسم الهندسة يفحص الآبار الارتوازية للتأكد من خلوّها من الجراثيم، ووضع «الكلور» ومراقبتها بانتظام، إزالة النفايات يومياً ورشّ المبيدات ووضع المواد لمنع انتشار البكتيريا في أماكن تجمع النفايات والحاويات، أما قسم الصحة فمستعد لاستقبال أي حالة والأدوية موجودة داخل العيادات ومنها للإسهال والجفاف والالتهابات وهي مجاناً أو نقل أي حالة مرضية الى المستشفى وفق ما تحدّده وزارة الصحة اللبنانية.

 

قد يعجبك ايضا