أزمة النفايات تستنهض المجتمع الصيداوي: مبادرة لتنظيف الشوارع

حخهع 1

 

محمد دهشة | نداء الوطن

 

امتلأت شوارع صيدا وأحياؤها الشعبية وحاراتها القديمة وكورنيشها البحري بالنفايات، لم تعد المشكلة في عملية الرفع والنقل من الحاويات إلى المعمل في منطقة «سينيق» جنوب المدينة والتي تسير اليوم بوتيرة بطيئة جدّاً كالسلحفاة، بل بوقف الكنس، بعدما انتهى عقد الشركة المتعهّدة نهاية العام المنصرم، فيما بلدية صيدا تستعدّ للقيام بهذه المهمّة بعد تأمين كافة مستلزماتها المالية واللوجستية من آليات ومعدّات وعمّال.

مشهد النفايات المقزّز إنتشر بشكل غير مسبوق في المدينة، حاصر السوق التجاري وعربات الخضار والفاكهة وتراكم قرب المستشفيات والمستوصفات الطبّية ودور العبادة وعلى الأرصفة، حيث أعاق عبور الطلاب إلى مدارسهم، وسط الروائح الكريهة، ما استنهض «تجمع المؤسّسات الأهلية» الذي أطلق حملة جماعية لتنظيف الشوارع ورفع النفايات وذلك بمبادرة من «جمعية التنمية للانسان والبيئة» برئاسة فضل الله حسونة وبالتعاون مع المجلس البلدي وموافقة فاعليات المدينة.

وانطلقت الحملة من أمام بلدية صيدا نحو السوق التجاري، برعاية رئيس البلدية المهندس محمد السعودي، حيث قام نحو 25 عاملاً من بلدية صيدا بإشراف رئيس المصلحة الصحّية الدكتور مروان سعد بأعمال كنس الشوارع ورفع النفايات التي تكدّست. ونوّه النائب الدكتور عبد الرحمن البزري بالمبادرة، مشدّداً على «أنّ مشكلة النفايات تعني جميع المواطنين»، وقال: «لقد آن الأوان لإعادة تقييم هذا الملفّ وكل الملابسات التي أحاطت به وضرورة محاسبة المقصّرين والمسؤولين ومن جعل المدينة والمواطن الصيداوي يدفع ثمناً غالياً».

وفيما لاقت الحملة ترحيباً من المواطنين والتجّار، شدّ السعودي على أيدي القيّمين على هذه المبادرة «التي تثبت من جديد أنّ صيدا بخير طالما أنّ مجتمعها الأهلي متكافل ومتعاون في قضايا المدينة وأزماتها وبمتابعة مباشرة من البلدية وفاعليات المدينة».

وأوضح منسّق «تجمع المؤسسات الأهلية» في صيدا والجوار ماجد حمتو لـ»نداء الوطن» انّ «المبادرة البيئية لرفع النفايات ستستمرّ عشرة أيام متتالية، ريثما يتمّ خلالها الوصول إلى حلّ جذري لهذه الكارثة وستقوم جمعية التنمية للإنسان والبيئة بتغطية النفقات ودفع بدل أتعاب 25 عاملاً من بلدية صيدا التي ستقدّم كافة المعدّات»، مضيفاً: «لا نستطيع أن نحلّ مكان الدولة ولكن لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه الأزمة، فارتأينا إطلاق هذه المبادرة للتخفيف من وطأة الأزمة خصوصاً أنّنا في فصل الشتاء وفي ظل انتشار «الانفلونزا» والحديث عن موجة جديدة من الكوفيد».

ومنذ أشهر تعاني المدينة من مشكلة نفايات باتت ثلاثية الابعاد، بدأت بتوقّف المعمل لأسباب كثيرة ومنها انه بحاجة الى صيانة، ومنها اضراب العمال للمطالبة برفع رواتبهم، ومنها قرارات الادارة بخفض ساعات عمله، ثم امتدّت إلى وقف عملية رفع ونقل النفايات لأنّ الشركة المتعهّدة لم تقبض مستحقاّتها المالية ووصلت الى الشوارع بعد انتهاء عقد الشركة الموكلة هذه المهمة في وقت لم تقبض بلدية صيدا ولا اتحاد بلدياتها أي أموال من الدولة عبر الصندوق البلدي المستقلّ.

وترافقت هذه الحملة مع إطلاق دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحمّل المسؤولية المشتركة بين البلدية والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والاهلي، والتعاون في معالجة هذه المشكلة عبر إطلاق مبادرات فردية ومنها الحفاظ على شوارع المدينة وتنظيف الشوارع امام المحلات والأحياء أمام المنازل، حيث يقول الناشط محمد المجذوب لـ نداء الوطن» إنّه قام بمبادرة فردية بتنظيف جانب من شارع رياض الصلح الرئيسي أمام قهوته، من أجل تشجيع الناس على المبادرة الفردية تحت شعار صيدا حلوة نظيفة.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا