التدويل تفريط بالسيادة الوطنية وانتحاراً..

salah bassyouni

 

 

 

 

 

بقلم: صلاح بسيوني ـ ناشط سياسي

 

التدويل السياسي ” هو التعبير عن الإشراف الدولي على منطقة استراتيجية مختلف عليها، بمعنى تناول قضية محلية، ونقل البحث فيها من المستوى المحلي والإقليمي لتوضع على طاولة التداول الدولي”.
لقضية التدويل انعكاسات سلبية على السيادة الوطنية، التي تم تأسيسها مع نشأة الدولة القومية الحديثة . حيث إن التدويل ينزع السيادة ويعطي النزاع المحلي الصفة الدولية عليه، مما يعني السماح بالتدخلات الخارجية في شؤون الدولة الوطنية واختصاصاتها الداخلية، ومع قضية التدويل، تنتهي نظرية الشعب الحر المستقل .
لقد أصبح أمر تدويل القضايا والأزمات، أبرز السبل المطروحة لحل الازمات الجيوسياسية بين الدول الكبرى بالاحتكام الى قرارات مجلس الامن الدولي ، وغالباً ما يكون تدخل مجلس الأمن بعد احتدام الصراع وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وتدفق اللاجئين بمئات الآلاف ليقتصر دور الأمم المتحدة على توفير الحاجات الأساسية للاجئين إن فعلت دون معالجة أسباب المشكلة، كما هي الحال في قضية فلسطين… وغيرها ، وفي معظم الأحيان فإن القضايا تبقى مشتعلةً أو تزيد اشتعالاً، وتعزز الدول الكبرى مكانتها السياسية ونفوذها الجيوسياسي على حساب الدولة الوطنية.
من هنا تأتي الدعوة من بعض اللبنانيين لتدويل الازمات الداخلية (ازمة النظام السياسي و الاقتصادي والامني..) معتبرين التدويل حلا وحيدا نتيجة انسداد سبل الحل السياسي الداخلي، قصور وتهرب من المسؤولية، حتى لا نقول شيء أخر.
للاسف البعض لم يقرأ التاريخ جيدا ، وإن قرأ لم يتعظ . كم من تدخل دولي حصل في لبنان منذ الاستقلال ؟ وكم من حرب داخلية وزهق للأرواح حصلت نتيجة التدخلات الدولية ؟ لذلك لايحق لأحد مهما كان شأنه أن يأخذ البلد الى التدويل والانتحار..

 

21\2\2021

 

 

قد يعجبك ايضا