بهية الحريري تهنىء المطران جورج إسكندر وبلدته عين المير تستقبله بفرح عظيم

08765tyu

 

رأفت نعيم

هنأت رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري المطران الجديد جورج إسكندر برسامته على أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك متمنية له التوفيق .

وشاركت الحريري في حفل الإستقبال الذي أقيم للمطران إسكندر في صالون كنيسة بلدته بلدة عين المير– قضاء جزين ، حيث تقبل التهاني بعد ترؤسه قداسه الأول.

وكانت عين المير استقبلت بفرح عظيم ابنها المطران الجديد جورج إسكندر حيث خرجت بكبيرها وصغيرها لملاقاته على وقع قرع أجراس الكنائس في المنطقة.

فور وصول المطران إسكندر الى عين المير ، تجمع مستقبلوه من أبنائها عند مفرق بلدة بيصور ورافقوه بالمشاعل ونثر الورود والأرز ونحرت الخراف احتفاءً به .

بعد ذلك توجه المطران إسكندر مباشرة الى كنيسة مار نقولا حيث ترأس قداسه الأول بمشاركة البطريرك السابق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وراعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد ورئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران ابراهيم إبراهيم وكاهن الرعية الأب شارل نقولا ، وبحضور المونسنيور الياس الأسمر ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش ورئيس رابطة مخاتير جزين طوني عون، وجمع من مخاتير وفاعليات المنطقة وعائلة المطران إسكندر يتقدمهم القاضية هيلانة إسكندر والأستاذ اميل إسكندر .

المطران حداد

وألقى المطران حداد كلمة بالمناسبة قال فيها ” بفرح الأب والأخ والصديق والزميل أضم صوتي الى صوت سكان بلدتك عين المير مرنماً “هذا هو يوم صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به ” . أهلاً بك شريكاً في الخدمة الأسقفية سيدنا المطران جورج إسكندر المحبوب. بالأمس البعيد التقينا في بيت التنشئة المخلصية وكنت لي بمثابة الابن أمانة تعهدت بإيصالك ورفاقك الى الميناء الأمين. وبالأمس القريب عملنا معا في حقل القضاء لإحقاق العدالة المشبعة بالمحبة العائلية . واليوم نتشارك في المجمعية الأسقفية أخوين نسير معا في الخدمة الملقاء على عاتقنا . فكما كنت بالأمس واليوم وستبقى غدا وما بعده يا سيدنا جورج الرجل المسؤول والأسقف الجدي صاحب الفكر الواضح والإداري الناجح والقاضي العادل. ستبقى على ما نشأت عليه ونحن بك مفتخرون.الشكر لك لاختيارك والشكر للعائلة الكريمة التي أنجبتك فأنت ابن الطينة الكريمة التي اعطتك الحياة في ربوع بلدتك عين المير من أبوين تقيين رحمهما الله واخوة اصدقاء عملوا مع الكنيسة لصيانة دعوتك ونموها حتى اينعت في ملء الكهنوت متجلية في كرم الرب . الشكر كل الشكر لبيئتك العائلية المتألقين في حقول الحوار والقضاء والأمن والتربية العائلية. والشكر لكل أبناء رعيتك ولكل من ساهم في دفعك الى الأمام لتبلغ الى هذه الساعة . الشكر للرهبانية المخلصية التي ابدعت في رعايتك وبلوغك ما انت عليه أنمى الله الرهبانية وكل مؤسسات الكنيسة وأعطاها دعوات مقدسة . والى جانب عائلتك وعين المير تفتخر ابرشية صيدا ودير القمر برمتها بأن يكون من أبنائها أسقف جديد يضاف الى لائحة الأساقفة المتجلين في حقل المسيح . ولا أقدر الا ان استذكر المثلث الرحمة المطران سليم غزال مؤسس المدرسة التي ننتمي اليها انا وانت وعائلتك والعديد من بيننا . انه مثال لنا وبه نقتدي . لقد دبرت العناية الإلهية ان تتسلم الأبرشية التي خدمتها زهاء سنتين تقريبا، احببتها كما احب ابرشيتي الصيداوية لذا سألت الرب ان يرسل لها الخادم الأمين الذي يكمل رسالتها في عمق الجنوب وفي قلب لبنان . واستجاب لسؤالنا واختار لنا من هو اهل للخدمة الأسقفية في ابرشية صور العزيزة .

المطران اسكندر

وتحدث المطران الجديد جورج إسكندر فقال” ها أنا بينكم اليومَ في قداسي الأول بعد سيامتي الأسقفية وهو تقليدٌ درجت عليه الكنيسةُ لتؤكّدَ على ارتباطِ الدعوةِ الإكليريكيةِ بالرعيةِ التي انبثقت منها، وقرانا بشكلٍ عام هي خزّانُ الدعواتِ الرهبانية والكهنوتية. قد ينتظرُ البعضُ منكم أن ألقيَ عليكم موعظةً تشبه مواعظَ آباءِ الكنيسةِ الأوّلين الذين حملوا تراث الفلسفةِ واللاهوت، ولكنكم بالتأكيد سمعتم الكثيرَ من المواعظِ على مدى السنواتِ الماضيةِ لذلك اسمحوا لي اليوم أن أتحدث إليكم بلغةِ القلبِ وبساطةِ الكلامِ الذي يتوجّهُ فيه الإنسانُ عادة إلى إخوتهِ وأهلِ بيتهِ ومحبيه.هنا في هذه البلدةِ العزيزة أبصرتُ النورَ في عائلةٍ مؤمنةٍ تتألَّفُ من ثمانيةِ أولادٍ، وكانت والدتي رحِمَهَا اللهُ مسبحةَ صلاةٍ، لا يَشْعَلُ بالُها من شؤونِ الدنياِ سوى تربيةِ أولادِها وتعليمهم وهي إن لم تكن تُحسِنُ القراءةَ والكتابةَ إلا أنها كانت تحفظُ الإنجيلَ في قلبِها وترفعُ الصلاةَ مثلَ راهبٍ متعبدٍ، وكان حضنُها الدافئُ مذبحي الأوّلَ الذي أحسستُ فيه بحرارةِ الإيمانِ وصُدْقِ الصلاة. وأمَّا المرحومُ والدي فكان مزارعاً يُطعِمُ عائلتَه من تعبِ يديه وعرقِ جبينهِ، وفي كلِّ يومِ أحدٍ كان يَصْحَبُني معه إلى الكنيسةِ لحضورِ القداسِ وخدمةِ المذبح، كونَهُ من وكلاءِ الوقفِ في البلدة، وقد ورثَ هذه الخدمةَ عن جدّي، وقد تابع أخي البكر إميل هذه المسيرة إلى حين تهجير أبناءِ البلدةِ مع القرى المجاورة في العام 1985. وأمّا إخوتي وأخواتي فقد انشأوا مع صبايا وشبابِ البلدةِ نواةَ جوقةٍ للترنيم في الكنيسة بمساعدةِ المرحوم الأب ميشال واكيم، كي تخدمَ قداديسَ الآحادِ والأعيادِ والمناسباتِ الدينية. وكانت شقيقتي هيلانة مسؤولة حركة ميداد في البلدة. وإنني أشكرُ اللهَ وأحمدُه لأنه اختارني في هذه العائلةِ التي اجتهدَ أفرادُها بالعلمِ والعملِ ومخافةِ الله، ليكونوا التربةَ الصالحةَ في الكنيسةِ والمجتمع. في هذا الجوِ الروحي والرعوي نشأتُ في عائلتي، وهي كنيستي الأولى، وإنني اليومَ أرفعُ صلاتي إلى الرب لكي يباركَهم مع عيالهِم بالصحةِ والنِعَمِ السماوية. بعدَ ذلك ذهبتُ إلى مدرسةِ الضيعة، حيث تعرّفتُ إلى رفاقي وأترابي الذين عِشتُ معهم زهوَ الطفولةِ وبراءةَ اللَعِبِ في باحةِ المدرسةِ وساحَةِ الكنيسة وفي الطرقاتِ وبين الحقول. وبعد التحاقي بإكليريكيةِ ديرِ المخلص لم تغبْ عن بالي يوماً هذه الصداقاتُ البريئةُ مع رفاقي الذين نشأتُ معهم في البلدة، وقد فرَّقتْنا الظروفُ الصعبةُ التي مَرَّتْ على البلاد. أَذْكُرُهُم اليومَ جميعاً في صلاتي، الأحياءَ منهم والراقدين بالرب.

وأضاف”جئتُ اليومَ إليكُم وفي ذهني هذه الصورةُ الجميلةُ عن بلدتنا، صورةُ الأُلْفَةِ وحُسْنِ العلاقاتِ في المناسبات والأعياد، وقد حَفِظْتُها مِنْ طفولتي بالرغم مِنْ ابتعادي لاحقاً لأسبابٍ تتعلَّقُ برسالتي الرهبانية، وعملي في أماكنَ بعيدةٍ داخلَ لبنان وخارجَه.أرفعُ صلاتي اليومَ لكي تبقى هذه الصورةُ محفوظةً في قلوبِكُم وأفكارِكُم وكلماتُ الإنجيل المُرشدَ لكمً في حياتِكم وأن تواظبوا على تقاليدِ المحبةِ والتعاونِ وحسنِ العلاقات بين بعضِكم البعض، فأنتم في النهايةِ عائلةٌ واحدةٌ كبيرةٌ، مهما تنوَّعتْ أسماءُ عائلاتِكم وتعددتْ آراؤكم واتجاهاتُكُم فهذا التنوّعُ أمرٌ طبيعي في حياةِ البشر، واللوحةُ الجميلةُ يزدادُ جمالُها إذا تعدَّدت ألوانُها وتناسقَتْ أشكالُها. ولتَكُنْ الوحدَةُ بينكم كما كانت حياةُ الجماعةِ المسيحيةِ الأولى، وكما أننا كلَّنَا واحدٌ في المسيح”.

وتابع المطران اسكندر ” في ختامِ كلمتي أتوجهُ بالشكرِ إلى صاحبِ الغبطةِ الحاضرِ بيننا اليوم على محبتهِ ومشاركتِهِ معي في قداسي الأول في بلدتي عين المير، وهو قد عَرَفَ هذه البلدةَ والقرى المجاورة منذ كان كاهناً ورسولاً وشريكاً أساسياً في تأسيسِ دارِ العناية إلى جانبِ المثلَّثَي الرحمات المطرانين جورج كويتر وسليم غزال. أتوجّهُ بالشكر إلى راعي الأبرشيةِ سيادةِ المطران ايلي بشارة الحداد أخي في الرهبانية ورفيقي على دروبِ العملِ الكنسي والرسولي والقضائي وما يبذلهُ من جهود ومبادرات على الأصعدة الراعوية والعمرانية والاجتماعية لتحصينِ أوضاعِ الأبرشية بحُسْنِ تدبيرِه ورعايتِهِ للنفوس. وأشكرُ سيادةَ المطرانَ إبراهيم مخايل إبراهيم راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع، ابنُ بلدةِ جنسنايا جارةِ عين المير، وبين بلدتينا وعائلتينا روابطُ قربى وصداقة وأخوّة داعياً له بالتوفيقِ والنجاحِ في أبرشيتهِ الجديدة. وإنها لمناسبةٌ سعيدةٌ أن يجتمعَ اليومَ غبطةُ البطريرك والمطارنةُ المخلصيون في قداسٍ واحدٍ في بلدتي عين المير، لنشتركَ مع المؤمنين في رفعِ الذبيحةِ الإلهية على نيّةِ بلدتِنا والبلداتِ المجاورة التي تربطُها بدير المخلص روابطُ وثيقة منذ عهدِ المؤسسِ المطران أفتيميوس الصيفي، وهنا لا يغيب عن بالي أن أشكر الرهبانية الباسيلية المخلصية بإدارتها الحالية وما تقوم به من خدمات في هذه المنطقة وفي العالم. وأشكر كاهنَ الرعية الأب شارل نقولا على سهرهِ في خدمةِ المؤمنين وعلى تنظيمِ هذا الاستقبالِ مع أبناءِ البلدةِ وأبناءِ القرى المجاورة، الذين رحبوا بي على امتدادِ الطريقِ إلى هذه الكنيسة. وشكري للجوقةِ المخلصيّة بقيادةِ الأخِ الصديق الأب المدبر مكاريوس هيدموس، هذه الجوقةُ التي أحيت بترانيمِها الجميلة خدمةَ الذبيحة الإلهية، والتي تسيرُ دائماً على نهجِ الآباءِ في تجديدِ ترانيمِنا الطقسية. أشكر إدارة تلفزيون Télélumière على نقل وقائع هذا القداس الإلهي، ووسائلَ الاعلامِ الأخرى، والأجهزة الأمنية والعسكرية”.

وقال” ختاماً أرفعُ صلاتي وأدعيتي كي يحفظَكُم الربُ جميعاً مع عائلاتِكم ويباركَكُم بالصحةِ والخيراتِ السماوية ويرحمَ موتاكم، ورجائي الحارّ أنا المطرانَ الجديد أن تكونَ بلدتي عين المير مثالاً في التقوى والإيمانِ والمحبةِ وحسنِ العلاقات بين أبنائِها ومع محيطِها المتنوّع، لكي يستمرَّ هذا الوطنُ كما قال عنه قداسةُ البابا يوحنا بولس الثاني، وطنَ الرسالةِ والإبداعِ والعيشِ الوطني الواحد. بشفاعةِ القديسِ نيقولاس وجميعِ القديسين”.

بعد ذلك تقبل المطران إسكندر التهاني في صالون الكنيسة يحيط به البطريرك لحام والمطرانان حداد وإبراهيم وافراد العائلة .

 

قد يعجبك ايضا