حمدان: واشنطن مسؤولة عن التصعيد في المنطقة
أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أنّ “المجازر الإسرائيلية ستبقى وصمة عار على جبين الداعمين لهذا الكيان، والمتقاعسين عن وقفها”، مستنكرًا تعليق عدد من الدول تمويلها لـ “الأونروا” بعد المزاعم الصهيونية المُضَلّلة.
وفي مؤتمر صحفي عقده في بيروت مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، قال حمدان: “لليوم 115، لم يتوقف الاحتلال النازي بآلته العسكرية الغاشمة وإرهابه الهمجي عن تصعيد كل أشكال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة في انتقام وحشي ضد كلّ مقوّمات الحياة الإنسانية، وفي استهتار وغطرسة وانتهاك لكل القيم والشرائع والأعراف والقوانين الدولية”.
وأكد حمدان أن هذه المجازر ستبقى “وصمة عار على جبين كل الداعمين لها، والمتفرجين والصامتين عن تجريمها وإدانتها، والمتخاذلين والمتقاعسين عن وقفها”، مضيفًا:” ستظل محفورة في ذاكرة شعبنا الصامد، لن يغفرها ولن يتراجع عن المضي في طريق الدفاع عن حقوقه المشروعة”.
وكشف حمدان عن ارتكاب “الاحتلال النازي 38 مجزرة راح ضحيتها 350 شهيدًا خلال الـ 48 ساعة الماضية، في محافظة خان يونس وحدها، في تكرار مُمنهج لجرائمه المروّعة السابقة في غزّة عبر القصف العشوائي لإجبار الناس على ترك منازلهم، وحين يخرجون يتمّ تصيّدهم بالقناصة أو بطائرات كواد كوبتر”.
ولفت حمدان إلى أن “هذه المجازر تمّت بعد مرور 48 ساعة على صدور قرار محكمة العدل الدولية الذي ألزم هذا الكيان المارق بتدابير تمنع استمراره في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا في قطاع غزَّة، ما يؤكد إصراره على الاستمرار في الجريمة”.
وتابع حمدان: “هناك أكثر من 7 آلاف حالة عاجلة تحتاج مغادرة القطاع للعلاج في الخارج”، مجددًا الدعوة “لفتح المعابر لاستقبالهم، من أجل إنقاذ حياتهم، ورفض تدخل الاحتلال واشتراطاته”.
وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، أعلن حمدان عن استشهاد ثلاثة مواطنين خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد الشهداء منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى أكثر من 400 شهيد.
وقال حمدان في مؤتمره الصحفي: “إنَّ استمرار الاحتلال في تصعيد عدوانه، رغم قرار محكمة العدل الدولية، وتواصل القصف والقتل والإبادة والتجويع والتعطيش، وأمام مشاهد عشرات الآلاف من المشرّدين في العراء في الشتاء والبرد القارس، وغرق الخيام التي تؤويهم، في ظل الشتاء والبرد القارس، كل ذلك يضع علامات استفهام حول دور المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا”، متسائلًا “حول مسؤولية قادة الدول العربية والإسلامية تجاه شعبنا”.
ولفت حمدان إلى أن “الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شركاء وداعمون لهذا الاحتلال النازي في جرائمه، ممّا سيحمّلهم المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الجماعية”.
وتساءل حمدان عن “مواقف الدول الصامتة والمتفرّجة تجاه هذه الجرائم والمجازر التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين؟”، مضيفًا: “لماذا لم يصدر عنها موقفٌ أو صوتٌ يجرّم ويدين هذه الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية! .. أم إنَّ المدنيين الفلسطينيين ليسوا بشرًا؟ أليس هذا تمييزًا عنصريًا مقيتًا من دول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟”.
وتابع حمدان إنّ “الاستهداف الممنهج لوكالة الأونروا يأتي إمعانًا في التضييق على شعبنا واضطهاده وخنقه وقتله وتهجيره”، مستنكرًا قرار الأونروا “بفصل عدد من الموظفين، بناءً على مزاعم أوردها العدو الصهيوني” دون تحقيق أو تحقّق من هذه المزاعم، ومشيرًا إلى أن هذه الخطوة “تفتقد أدنى مقوّمات المهنيّة، وتحرِف بوصلة الوكالة، عن مهمتها الأساسية، وهي حماية اللاجئين الفلسطينيين وإغاثتهم”.
واستنكر حمدان أيضًا “ما ورد في بيان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” السيد فيليب لازريني ووصفه لمقاومة شعبنا بالإرهاب أو الأعمال البغيضة، فيما لا يرى كارثية ما يقوم به الكيان الصهيوني من جريمة إبادة جماعية”.
وأضاف حمدان: “لقد كان الأوْلى بإدارة الأونروا أن تدين اعتداءات الاحتلال على مقارها ومرافقها، وتعرُّض 63 منشأة ومدرسة تابعة لها للاستهداف المباشر ضمن قرابة 220 استهداف لمباني تتبع للوكالة الأممية، وقتل الاحتلال لقرابة 150 موظفًا من موظفيها”.
وقال حمدان إنّ “تعليق تمويل عدد من الدول لـ “الأونروا” بعد المزاعم الصهيونية المُضَلّلة تأكيد من هذه الدول على انغماسها في سياسة التضييق على شعبنا، ومعاقبته جماعيًا، والمشاركة الفعلية في حرب الإبادة”، واصفًا الخطوة بـ “غير المسؤولة”، ومعتبرًا أنها “تتساوَق بشكل كامل مع السعي الصهيوني المستمر لتصفية الأونروا والقضاء عليها، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين”.
ولفت القيادي في حماس إلى أن “موقف الإدارة الأمريكية والدول التي تبعتها في هذا التوقيت دليلٌ واضح على أن إدارة بايدن تقود تحالفًا إجراميًا يتساوق بشكل فجّ مع السياسة الصهيونية في محاربة شعبنا وكسر إرادته وتصفية قضيته”.
ودعا حمدان الدول التي أعلنت وقف تمويلها للأونروا إلى “العودة الفورية عن هذا القرار والكفّ عن الانسياق الأعمى وراء الرواية الصهيونية الكاذبة”، مطالبًا الأونروا بالعدول “عن قرارها فصل الموظفين الفلسطينيين، وألا تخضع للابتزاز والضغوط الصهيونية والغربية”.
كما دعا حمدان الأونروا للعودة إلى العمل في كل مناطق قطاع غزة و”تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه مئات الآلاف من اللاجئين الذين يموتون بسبب نقص الغذاء والماء والدواء وخاصة في شمال القطاع”.
وجدد حمدان ترحيب حركة حماس بقرار محكمة العدل الدولية “الذي ثبّت الاتهام لدولة الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية ورفض طلب حكومة الاحتلال برد الدعوى”، مطالبًا المجتمع الدولي بالعمل “لإلزام العدو الصهيوني بتنفيذ هذا الحكم، عبر استصدار قرارٍ من مجلس الأمن الدولي، يضع حكم المحكمة موضع التنفيذ المُلزِم”.
وثمّن حمدان الدعوة الجزائرية لمجلس الأمن الدولي لعقد اجتماعٍ يهدف إلى إعطاء صيغة تنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية، داعيًا “المجلس إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما يتعرّض له شعبنا من جرائم”.
وقال حمدان: “إنَّ وضعَ كيان الاحتلال الإرهابي في قفص الاتهام، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية؛ يضع العواصم الغربية الداعمة له وعلى رأسها واشنطن ولندن وبرلين وغيرها، موضع الاتهام”، مضيفًا أن “هذه الدول شريكة أساسية في حرب الإبادة التي يشنّها هذا الكيان الإرهابي ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.
واعتبر حمدان أن “استمرار الدعم الأمريكي العسكري والسياسي لكيان متهم بالإبادة الجماعية، بعد صدور حكم المحكمة الأخير هو تحدٍّ من الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن لقرارات المحكمة، وهي المؤسسة الأعلى في المنظومة القضائية الدولية”.
وقال حمدان إن “الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، يتطلّعون إلى مضيّ محكمة العدل الدولية في إجراءات محاكمة كيان الاحتلال الصهيوني، على جريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان، المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وتطلّع حمدان “في نهاية المطاف إلى إدانة واضحة لا لبس فيها لهذا الكيان المجرم وداعميه، ومن ثمَّ إحالة قادته الفاشيين إلى المحاكم الجنائية المختصة”، وقال إن “محكمة العدل الدولية أمام مسؤولية جسيمة، خاصة بعد تصاعد حرب الإبادة بعد صدور القرار الأوليّ، ما يؤكد انعقاد النية المؤكدة واقترانها بالفعل لارتكاب هذه الجريمة”.
وحول استمرار عمليات القوات المسلحة اليمنية، وتكرر الاعتداءات الأمريكية البريطانية في محاولة لوقف العمليات، قال حمدان إن واشنطن “ما زالت تمارس سياساتها الاستعمارية والتضليلية، وتقفز عن أصل المشكلة في المنطقة، المتمثّلة في الكيان الصهيوني”، مضيفًا: “يدعي الأمريكيون أنّ ما يحدث في البحر الأحمر لا علاقة له بغزة، كأن هذه المنطقة كانت قد عرفت هذا النوع من الهجمات قبل العدوان على غزة”.
وثمّن القيادي في حركة حماس “جُهد وجهاد إخواننا في اليمن ولبنان والعراق، الذين يواصلون القيام بواجبهم في نصرة وإسناد قطاع غزة، عبر استهداف المصالح الصهيونية وداعمي الاحتلال وعدوانه لا سيما الأمريكي”.
ودعا حمدان “كل قوى الأمَّة وأحرارها، إلى المسارعة لإسناد غزَّة، انتصارًا لدماء الأطفال والنساء والشيوخ، ودفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وتصعيد فعلهم ليدرك المجرمون أن تداعيات جريمة الإبادة الجماعية لن تتوقف عند حدود يرسمونها”.
وجدد حمدان في ختام مؤتمره الصحفي التأكيد على “أنَّ الإدارة الأمريكية، مسؤولة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة في مختلف ساحاتها، عبر دعمها المتواصل للكيان الصهيوني، في عدوانه على شعبنا الفلسطيني”.